responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 315
وقصارى أمر المؤمن أن يموت فى سبيل الله وهى أمنية من أمانيه؛ لأن بعدها الجنة والحياة الباقية حياة الخلود وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:
64]، وهذا إذا لم ينتصر ويحقّق الله ما وعده إيّاه من نصر مبين وفتح قريب، فهو ينتظر دائما إحدى الحسنيين: النصر والسيادة، أو الموت والشهادة وكلاهما خير.
والكافر والمنافق على العكس من ذلك؛ إن عاش أحدهما عاش معذّبا مهزوما، وإن مات مات خاسرا مذموما: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ [التوبة: 52].

[التستر بالرياء والأيمان الكاذبة]
ومن أخلاقهم: الرياء والتّقيّة بل ذلك أساس تصرفاتهم جميعا، وهم لهذا يحاولون أن يستروا كفرهم وجحودهم ونفاقهم بمال يبذلونه، ويساهمون به فى بعض أعمال المؤمنين متظاهرين بأنه عن طواعية واختيار، والله يعلم أنهم إنما فعلوا ذلك عن خبث وكراهية واضطرار. ولهذا فضحهم القرآن الكريم وكشف عن خبيئة نفوسهم، وأعلن أن ذلك لن ينفعهم بشيء، فى الدنيا ولا فى الآخرة، وأنه لن يتقبل منهم بحال: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ [التوبة: 53]، وبيّن السبب فى هذا الحرمان والخذلان ورفض نفقاتهم وعدم قبول صدقاتهم وتبرعاتهم، وهو أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى متغافلون، ولا ينفقون إلا كارهين مضطرين، وليس ذلك من أخلاق المؤمنين فى شىء، ولن تغنى عنهم فى الدنيا ولا فى الآخرة كثرة الأموال أو الأولاد، لأنها ستكون وبالا عليهم يتعذّبون بفقدانها فى الغنائم والقتال، ثم يتعذّبون مرة ثانية إذا ماتوا على الكفر وحقّت عليهم كلمة العذاب فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ [التوبة: 55].
ومن أخلاقهم التى يدفعهم إليها رياؤهم وخبثهم وخبث طويّتهم: أنهم يتستّرون كذلك بالأيمان الكاذبة اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ [المجادلة: 16] فهم يجرءون على الحلف بأغلظ الأيمان أنهم من أخلص أهل الإيمان وما هم منهم فى قليل ولا كثير، ولكن يحملهم على ذلك الخوف والجبن، ولو وجدوا مهربا

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست